لماذا لا يمكننا الشعور بدوران الأرض؟
لم تعد من الإشكالات العلمية مسألة دوران الأرض٬
حيث أنه أصبح بديهيا إن كوكبنا مع غلافه الجوي وكل شيء فيه يدور و بشكل شبه ثابت لأنه
لا يوجد شيء يوقفه. و لقد أشار القـرآن الكريم إلى دوران الأرض حول نفسها بما يكاد
يكون نصا صريحاً في قوله تعالى:﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ
بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى
اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا
هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ﴾ سورة الزمر الأية 5.فعند خط الاستواء تكون سرعة دوران الأرض هي
حوالي 1675 كيلومتر في الساعة، مما يعني أننا في هذه اللحظة نسافر بسرعة تقترب من
465 متر في الثانية، أو اقل من هذا إذا كان موقعنا قريب من احد القطبين. بالرغم من
هذه السرعة الهائلة إلا أننا لا نشعر بهذا الدوران فما هو السبب؟ للإجابة على هذا السؤال نستعين
بالمثالين التاليين:
لنأخذ المثال الأول:
لنتخيل أن شخص يوجد بداخل حافلة تسير
بسرعة ثابتة وبدون أي اهتزاز و شخص آخر يقف على الرصيف ينظر إلى الحافلة٬ الأول يرى أن الكراسي بداخل الحافلة لا
تتحرك بينما الثاني يرى أن الكراسي تتحرك.
لنأخذ المثال الثاني:
لنتخيل أن شخصا في طائرة و لا ينظر إلا
الخارج، حيث أنها تسافر بسلاسة بسرعة ثابتة وارتفاع ثابت، في هذه الحالة لن يشعر
بحركة الطائرة لماذا؟ الجواب ببساطة: الطائرة و الركاب و كل شيء أخر فيها يسافر
بنفس السرعة. و إذا أردناه أن يلاحظ أن الطائرة تتحرك، فعليه أن يلقي نظرة على
الغيوم في الخارج. هذا الأمر نفسه ينطبق على دوران الأرض، حيث تدور بلا انقطاع
بعدل ثابت تقريبا.
لكي
يشعر هذا الشخص بحركة الطائرة فإما أن ينظر إلى الخارج وفي هذه الحالة فإنه يقوم
بمقارن موقعه بنقطة أخرى خارج الطائرة أو أن نقوم
بتغير من سرعة أو اتجاه الطائرة و
في هذه الحالة فإن جسم الشخص يتأرجح و بذلك يتحقق القانون الثالث لنيوتن الذي يقول إن
لكل فعل فعل مساوي له في القوة ومضاد في الاتجاه.
إشترك بالنشرة البريدية
جميع التعليقات تعبر رأي صاحبها وليست بالضرورة أن تعبر عن صاحب المدونة تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء