الانفجار الكبير أو الانفجار الأعظم (BIG BANG)
بداية الكون
كلنا سمعنا عن نظرية الانفجار الكبير
أو الأعظم لكن الكثير منا لم يقم بالجهد الكافي لفهم خبايا هذه النظرية و ما مدى
صحتها و ما هي الأدلة الرئيسية التي تدعمها. في هذا المقال سأحاول تبسيط هذه النظرية ليسهل على
الجميع فهمها.
لمحة عامة:
طرح
البريت إينشاتين نظرية النسبية سنة 1915 و التي حلت مجموعة من العقد و أعطت مجموعة من الحلول الفيزيائية إلا أنها
كانت تحمل مشكل خطير حيث أنها تظهر الكون أما في في
حالة توسع وإما في حالة تقلص مما جعله ملزما بإضافة مُعامل ثابت، اسماه المُعامل
الكوني، إلى المعادلة. (في تلك
الفترة كان الاعتقاد السائد هو أن الكون ثابت و أزلي لا يتحرك ليس له بداية و لا
نهاية.) غير أن إينشتاين تخلى سريعا عن المُعامل
الذي أضافه و اعتبره خطيئة العمر.
في عام 1929 اكتشف الفلكي ايدوين هوبله EDIWN Hubble إن جميع المجرات تبتعد عن بعضها و أن الكون يتوسع بشكل مستمر ليعلن بعدها القس جورج لوميتر
Georges lemaitre نظرية الانفجار الكبير.
بما أن الكون يتوسع منذ بداية تكونه فإنه إذا رجعنا
بالزمن إلى الوراء فالكون سينكمش و يشكل
نقطة جد صغيرة أنها بداية الكون في هذه اللحظة الكثافة جد عالية و الحرارة جد
مرتفعة هذان العاملان الحرارة و الكثافة أدت إلى توسع سريع للكون و مع توسعه تقل
الحرارة و تقل الكثافة فيحدث تصادم بين الجزيئات مشكلة عناصر جديدة و بعد حوالي15 مليار سنة بدأت تتشكل الحياة على الأرض و أصبح الكون كما هو عليه.
عند سماعنا للانفجار الكبير يتبادر
إلى ذهننا انفجار مثل القنبلة و شظايا الانفجار و..... و هذا خطأ, فالواقع أن الكون كان مضغوطًا ضمن نقطة
صغيرة جدا ذات كثافة وحرارة عاليتين جدا وتوسع معها، فلم يكن هناك مركز للانفجار بل حدث في كل المكان، و لم يكن أي اختلاف في الضغط ليؤدي إلى الانفجار. وهذا هو الفرق بين الانفجار الكبير والانفجار الذي ينتج عن فرق الضغط.
الأدلة الرئيسية التي تدعم نظرية الانفجار الكبير:
·
الاعتقاد السائد بأن الكون
له بداية
·
. أظهرت الأرصاد
التي قام بها ايدوين هوبله سنة 1929 أن المجرات تتباعد عنا بسرعة نسبية تتناسب طردًا مع بعدها عنا (تدعم هذه الأرصاد فكرة توسع الكون وأنه كان منضغطًا في
نشأته)
·
إشعاع
الخلفية
الميكروي الذي اكتشفه الراصدان الراديويان أرنو بنزياس وروبرت ويلسون في عام 1965 ، الذي تبلغ درجة حرارته 2.725 كلفن والذي يتخلل كوننا المرئي، ويعتقد أنه بقايا إشعاع الانفجار الكبير الذي كان يبحث عنه العلماء
(حصلا على جائزة نوبل عن هذا الاكتشاف)
وفي
عام 1964م اكتشف العالمان باتريس وويلسون موجات راديو منبعثة من جميع أرجاء الكون لها نفس الميزات الفيزيائية
في أي مكان سجلت فيه، سميت بالنور المتحجر وهو النور الآتي من الأزمنة السحيقة،
ومن بقايا الانفجار العظيم
·
كمية
غازيّ الهيدروجين والهليوم في الكون حيث تشير الدراسات الحديثة لتوزيع العناصر إلى
أن غاز الهيدروجين يمثل حوالي (74%) من مادة الكون، ويليه غاز الهليوم الذي يمتثل
حوالي (24%) من تلك المادة. أي أن أخف عنصرين يكونان معاً أكثر من (98%) من مادة
الكون وهذه العناصر تشكل وقود النجوم أي التحام هذه العناصر مع بعضها يشكل عناصر ذرية أثقل منها ونتج عنها طاقة، فلو كان الكون أزليًا لكانت هذه العناصر استهلكت وأصبحت كلها عناصر أثقل ولما وجدنا سحب الهيدروجين أو الهليوم، ولكنها حاليًا موجودة وبدرجة هائلة.
تسلسل زمني للانفجار الكبير
·
10-43 ثانية: درجة الحرارة
جد عالية (1032
كيلفن) بدأ الانفجار الكبير
و الكون يتوسع, حدوث عدة تغيرات.
·
10-35ثانية: كثافة هائلة من الكواركات و مضادات الكواركات والطاقة.
·
الثانية الأولى:
تنخفض
درجة الحرارة إلى 1010 درجة مئوية وتتشكل الإلكترونات والبوزترونات (مضادات الإلكترونات) و الميزونات.
·
الدقيقة الثالثة: تتشكل نوى الهليوم من اجتماع بروتونين ونيترونين ويتابع الكون تمدده وتبرده.
·
بعد 300,000 سنة: درجة الحرارة حوالي 3000 درجة مئوية، تتشكل ذرات الهيدروجين من دوران إلكترون حول بروتون، وتتشكل ذرات الهليوم من دوران إلكترون حول نوى الهليوم المتشكلة منذ الدقيقة الثالثة.
·
وبعد 15 مليار سنة
بدأت تتشكل الحياة على الأرض.
الكون بعد انسحاق عظيم:
نعلم
أن الكون بدأ في التوسع منذ انفجار الكبير للكون، و هذا يطرح سؤال مهما ينبغي
الإجابة عنه هو: ما هي نهاية هذا التوسع؟
لقد
طرح العلماء عدة نظريات أبرزها نظرية الارتداد العظيم (The Big Bounce theory)،
التي توقع فيها العلماء أن سرعة توسع الكون سوف تتباطأ مع
الزمن لأن الحسابات الرياضية تشير إلى أن معدلات التمدد الكوني عقب عملية الانفجار
الكبير مباشرة كانت أعلى بكثير من معدلاتها الحالية و بالتالي تتفوق قوى الجاذبية على قوة الدفع نحو الخارج أي إن الكون سينكمش و يعود إلى حالته الاولى (نقطة جد صغيرة لها الكثافة جد عالية) قبل أن يحدث انفجار كبير مرة أخرى
وجه الإعجاز العلمي في القرءان
لعل هذه النتائج التي توصل إليها العلماء بعد جهد هي التي
أشار إليها لقرآن في سياق دعوة الكافرين إلى الإيمان، قال تعالى في سورة الأنبياء
الآية 30.:
أَوَلَمْ
يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً
فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا
يُؤْمِنُونَ
ومعنى الآية: أن الأرض
والسموات بما تحويه من مجرات وكواكب ونجوم كانت في الأصل عبارة عن كتلة واحدة
ملتصقة، وقوله(رَتْقاً) أي:
ملتصقتين، إذ الرتق هو الالتصاق، ثم حدث لهذه الكتلة الواحدة فتق أي انفصال
وانفجار تكونت بعده المجرات والكواكب والنجوم. كما أخبرنا الله سبحانه و تعالى في
كتابه عن اتساع الكون فقال في سورة الذريات الآية 47:
وَالسَّمَاءَ
بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُون
فالآية تشير إلى أن الكون
المعبر عنه بلفظ السماء هو في حالة توسع دائم، يدل على ذلك لفظ (لَمُوسِعُونَ) فهو
اسم فاعل بصيغة الجمع لفعل أوسع، وهو يفيد الاستمرار، لكن القرآن لم يبين تفاصيل
الاتساع، وإنما أورده مجملاً.
سورة الأبياء الأية 104
يَوْمَ
نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ
نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ
سورة الزمر الأية 67
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ
حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا
يُشْرِكُونَ
إشترك بالنشرة البريدية
جميع التعليقات تعبر رأي صاحبها وليست بالضرورة أن تعبر عن صاحب المدونة تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء